رحلة نمو
اسمي لنا، أبلغ من العمر ٢٧ عامًا، وأنا فنانة ومهرّجة طبية من الأردن.
بدأت رحلتي الجميلة عندما كنت أعمل في متحف الأطفال في عمّان، وسمعت عن تجربة أداء لمجموعة الأنوف الحمراء، فقررت أن أذهب.
بعد أن انضممت إلى فريق المهرجين وتلقيت التدريب والتأهيل اللازمين لأصبح مهرّجة طبية محترفة، حان موعد زيارتي الأولى إلى المستشفى — كانت تجربة مليئة بالحماس والترقّب! ما زلت أذكر نظرات الأطفال الصغيرة وهي تتابعني باهتمام، وأتذكر شعور المسؤولية الكبيرة الذي حملته في تلك اللحظة: أن أجعلهم يشعرون بالراحة، أن أقول لهم ببساطة: "كل شيء سيكون بخير... أنا هنا من أجلكم."
رحلتي مع الأنوف الحمراء كانت مليئة بالنجاحات والضحكات، لكنها لم تخلُ من اللحظات الحزينة، خصوصًا عندما فقدت بعض الأطفال الذين اعتدت رؤيتهم خلال زياراتي. واحدة من أصعب اللحظات التي لا يمكن أن أنساها هي فقدان وليد، الطفل ذو الأربعة أعوام الذي كان ينتظرنا كل أسبوع أمام باب غرفته في المستشفى، يعرف موعدنا بدقّة. ما إن يرانا نقترب، حتى يركض ليلبس أنف المهرّج الإسفنجي الذي أهديناه له. وعندما نصل إلى غرفته، يطلب منا أن نغني له أغنيته المفضلة، وبعد أن ننتهي، يبدأ هو بغنائها من جديد مقلّدًا حركاتنا وضحكاتنا.
رحل وليد، وودّعنا بابتسامته الجميلة، لكن كلما تذكرته، تذكرت معنى ما نقوم به في المستشفيات، وأدركت حجم الأثر الكبير الذي تتركه زياراتنا في قلوب الأطفال المرضى.
